يعد الأنف من الأعضاء الهامة في الوجه، حيث يلعب دورًا حيويًا في عملية التنفس والشكل الجمالي للوجه. يتكون الأنف من عدة مكونات هيكلية، منها غضاريف الانف التي تشكل جزءًا كبيرًا من بنية الأنف. يعاني البعض من مشاكل في هذه الغضاريف، مما قد يؤدي إلى تغير في شكل غضروف الأنف أو الشعور بـ ألم في غضروف الأنف. بينما تتطلب بعض الحالات إجراء جراحة لتصحيح التشوهات أو المشكلات الهيكلية في الأنف، هناك طرق بديلة لـ علاج غضروف الأنف بدون جراحة.

في هذا المقال، سنتناول أهم المعلومات حول العمليات الجراحية وغير الجراحية لعلاج مشاكل الأنف، وكيف تؤثر تلك العلاجات على المظهر العام للأنف، أو ما يعرف بـ”خشم غضروفي”.

ما هي غضاريف الانف؟

خشم غضروفي يعد من الأجزاء الهيكلية الثلاثة التي تكون الأنف، إلى جانب العظام والأنسجة الليفية الدهنية. يقع الغضروف الأنفي في الجزء الأمامي من الأنف، هو مكون من الكولاجين الذي يساهم في دعم الأنف وتشكيل هيكله. في بعض الحالات، قد تستدعي الحاجة إجراء عملية لتصحيح الغضروف الأنفي، سنتناول هذا الموضوع في الفقرة التالية.

شكل غضروف الأنف:

يتكون حاجز الأنف من قطعة مسطحة ذات شكل رباعي الأضلاع مكونة من غضروف زجاجي، تفصل بين تجاويف الأنف. يقع غضروف حاجز الأنف بين الصفيحة العمودية للعظم الغربالي وعظم الميكعة، يغطيه غشاء مخاطي داخلي. 

يرتبط الجزء العلوي منه بعظام الأنف، بينما يتصل الجزء السفلي بالغضاريف الجناحية عبر الأنسجة الليفية. يعمل هذا الغضروف كحاجز بين تجويفي الأنف الأيمن والأيسر، مما يسمح بمرور الهواء خلالهما. 

يؤدي هذا التنظيم إلى اضطراب في المساحات الضيقة، مما يعزز تدفق الهواء بسرعة في كلا الاتجاهين. كما يشكل غضروف حاجز الأنف الهيكل الرئيسي الذي يحدد اتجاه الأنف، كونه يقع في منتصف العضو. 

عند حدوث انحراف في الغضروف، يظهر الأنف ملتويًا، مما قد يتسبب في عرقلة تدفق الهواء بين الفتحات والرئتين. هذا الأمر يمكن أن يسبب مشاكل في التنفس نتيجة لنقص الأكسجين وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجسم. العملية الجراحية التي تهدف إلى تصحيح هذا الانحراف تُعرف باسم رأب الحاجز الأنفي.

أعراض تؤدي إلى ألم في غضروف الأنف:

تشمل أعراض ألم في غضروف الأنف ما يلي:

• صعوبة في التنفس.
• احتقان الأنف الذي يتفاقم عند الاستلقاء.
• الشعور بانسداد الأنف.
• الشخير والتنفس عن طريق الفم أثناء النوم، مما يؤدي إلى جفاف الفم في الصباح.
• سيلان الأنف المستمر.
• نزيف متكرر من الأنف.
• ضعف أو تأثر حاسة الشم.
• تكرار التهاب الجيوب الأنفية

ما هي عملية الغضروف الانف وما هي أسباب اللجوء إليها؟

عملية الغضروف الانف، تعتبر إجراءً جراحيًا يهدف إلى تصحيح الغضروف الأنفي لعدة أسباب، منها:

• رأب الحاجز الأنفي:

هذا الإجراء يهدف إلى تقويم العظام والغضاريف في الحاجز الأنفي، وهو هيكل بطول 7 سنتيمترات عند البالغين يفصل بين فتحتي الأنف ويدعم الأنف. في بعض الحالات، قد ينحرف الحاجز مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وزيادة خطر الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية، وقد تتطلب هذه الحالة إجراء عملية جراحية لتصحيح الانحراف.

كيفية إجراء عملية رأب الحاجز الأنفي: تشمل العملية الخطوات التالية:

• تخدير المريض.
• إعادة وضع أو استبدال غضروف الأنف أو العظام في الحاجز الأنفي.
• يقوم الجراح برفع الغشاء المخاطي الذي يغطي العظام والغضاريف.
• إعادة تشكيل أو إزالة أجزاء من العظام أو الغضاريف.
• إعادة وضع البطانة في مكانها.
• عادةً ما تستقر أنسجة الأنف في فترة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر بعد الجراحة. على الرغم من احتمال تحرك الغضروف والأنسجة بشكل تدريجي وإعادة تشكيلها، فإن 85% من المرضى يشعرون بتحسن في انسداد الأنف ومشكلات التنفس بعد العملية.

مخاطر عملية رأب الحاجز الأنفي: تشمل المخاطر المحتملة للعملية ما يلي:

• النزيف.
• العدوى.
• استمرار الأعراض مثل انسداد الأنف.
• تغير شكل الأنف.
• ضعف حاسة الشم.
• خدر مؤقت في اللثة، الأسنان، أو الأنف.
• ثقب في الحاجز الأنفي.

• تجميل الأنف: 

هذه العملية الجراحية تُجرى لتحسين شكل أو حجم الأنف نتيجة إصابة، عيب خلقي، أو لتحسين عملية التنفس، أو لتحقيق كلا الهدفين.

كيفية إجراء عملية تجميل الأنف: 

تشمل هذه العملية تعديل الجزء السفلي من الأنف (الغضروف) أو الجزء العلوي (العظام) أو الجلد أو جميعها معًا. يتم ذلك عبر شق صغير خارجي في قاعدة الأنف أو بين فتحتي الأنف. بعد ذلك، يقوم الجراح بإعادة هيكلة الغضروف تحت الجلد حسب الحاجة. قد يتم استخدام غضروف مأخوذ من الأنف أو الأذن لإجراء تعديلات طفيفة، أو غضروف من الضلع لتعديلات أكبر. بعد التعديلات، يُعاد الجلد إلى مكانه وتُخاط الشقوق. يحتاج المريض إلى الراحة بعد الجراحة مع رفع الرأس لتقليل التورم والنزيف.

مخاطر عملية تجميل الأنف: قد تتضمن المخاطر ما يلي:

• النزيف.
• العدوى.
• صعوبة في التنفس عبر الأنف.
• تنميل دائم في الأنف والمنطقة المحيطة به.
• احتمال ظهور الأنف بشكل غير مستقيم.
• ألم مستمر وانتفاخ وتغير في لون الأنف.
• تشكل ندبات.

هل يمكن علاج غضروف الأنف بدون جراحة؟

في مرحلة العلاج الأولي لانحراف الحاجز الأنفي، يركز العلاج على تخفيف الأعراض المرتبطة به. قد يوصي الطبيب بعدة أدوية، منها:

• عقاقير إزالة الاحتقان: هذه الأدوية تساعد في تقليل التورم في أنسجة الأنف، مما يسهم في إبقاء الممرات الهوائية مفتوحة. تتوفر هذه العقاقير على شكل حبوب أو بخاخات للأنف. مع ذلك، يجب استخدام بخاخات الأنف بحذر لتجنب الاعتماد عليها، حيث قد يؤدي الاستخدام المطول إلى تفاقم الأعراض بعد التوقف عن استخدامها. أما الأدوية الفموية، فقد تسبب تأثيرات منشطة مثل العصبية، وارتفاع ضغط الدم، وتسارع ضربات القلب.
• مضادات الهيستامين: تستخدم مضادات الهيستامين للوقاية من أعراض الحساسية مثل انسداد أو سيلان الأنف، وقد تكون فعالة أيضًا في حالات غير تحسسية مثل نزلات البرد. من الجدير بالذكر أن بعض هذه الأدوية قد تسبب النعاس وتؤثر على القدرة على القيام بالمهام التي تتطلب تركيزًا جسديًا، مثل القيادة.
• بخاخات الستيرويد الأنفية: هذه البخاخات التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات والمُوصوفة طبيًا تساعد في تقليل التورم داخل الممرات الأنفية وتعزز تصريف الإفرازات. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع للحصول على أفضل نتائج، لذلك من المهم الالتزام بتوجيهات الطبيب حول الاستخدام.

يجدر بالذكر أن هذه الأدوية تعالج الأعراض الناجمة عن تورم الأغشية المخاطية، لكنها لا تعالج السبب الجذري لانحراف الحاجز الأنفي.

نصائح بعد إجراء عملية الغضروف الانف:

عند العودة إلى المنزل بعد الجراحة، من المهم اتباع التعليمات التالية لضمان التعافي السليم:

• تجنب الاستلقاء على البطن أو الوجه لأسفل في الأيام الأولى بعد العملية.
• الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية ورفع الأثقال لمدة أسبوعين أو وفقًا لتوجيهات الطبيب.
• في حالة العطس خلال الأسبوعين التاليين للعملية، احرص على إبقاء الفم مفتوحًا لتخفيف الضغط على الأنف.
• تجنب تنظيف الأنف بنفخ الهواء فيه لمدة أسبوعين.
• الابتعاد عن الأنشطة التي تضغط على الوجه مثل الانحناء أو حبس النفس.
• تناول مسكنات الألم وفق الوصفة الطبية.
• حافظ على رفع الرأس قليلاً أثناء النوم، واستخدم وسادة إضافية لتحقيق ذلك.
• الامتناع تمامًا عن منتجات التبغ، حيث أن النيكوتين يؤثر سلبًا على تدفق الدم ويبطئ عملية شفاء الجروح.

في الختام، تعتبر عملية غضروف الأنف من العمليات المهمة التي تسهم في تحسين وظيفة الأنف وشكله، سواء لأسباب تجميلية أو صحية.

مع تطور الرعاية الصحية، أصبح من السهل الوصول إلى الأطباء المتخصصين الذين يمتلكون الخبرة والكفاءة لإجراء مثل هذه العمليات. 

في مصر، يعد Hospital MS التطبيق الأول من نوعه الذي يساعد المستشفيات في توفير أفضل رعاية ممكنة للمرضى من خلال العثور على الأطباء الأكثر تأهيلًا واحترافية، هو الحل الأمثل للقضاء على نقص الأطباء الذي قد تواجهه المستشفيات.